حرب غزة .....

من ابرز القضايا التي جذبت الشارع العربي و العالمي ليرى جرائم اسرئيل الغاشمة هي احداث غزة التي قتل فيها خلال 23 يوم اكثر من 1400 شهيد و ما يفوق ال6000 جريح ... من الاصح تسميتها ابادة جماعية للسكان قطاع غزة الذين يقبعون تحت الحصار الاسرائيلي الغاشم بسبب الانقسام الفلسطيني .
لقد انفجرت احداث غزة في ظروف اوحت بوجود اجندة اقليمية دفعت بغزة الى الهاوية و الى معركة غير متكافئة وضعت المقاومة الفلسطينية التي تعتبر بدائية نوعا ما في مواجهة تاسع اقوى جيش في العالم و هو جيش الدفاع الاسرائيلي ، وكان من الواضح ان قيادة المقاومة العسكرية لم تأخذ بعين الاعتبار عدم التكافؤ و لم تهتم لبنية غزة الديموغرافية و هذا ما ادى الى هزيمة المقاومة في الحرب .. مع ان الاغلبية تقول ان المقاومة منتصرة لكن لنراجع احصائيات حرب غزة .. الحرب الإسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة أدت لاستشهاد اكثر من 1440 شهيدا، بينهم 431 طفلا، و114 امراة في حين طال التدمير 14 الف منزل وحسب الاحصائية التي وزعتها دائرة شئون المفاوضات على كافة دول العالم فان عدد الجرحى بلغ 5380، منهم 1872 طفلا، و800 امراة، اضافة الى تدمير 14 الف منزل، و68 مؤسسة حكومية، و31 مقرا لمنظمات غير حكومية، و53 مؤسسة تابعة للامم المتحدة، و60 مؤسسة صحية، بما في ذلك 15 مستشفى تعرضت للقصف، وتدمير 29 سيارة اسعاف، واستشهاد 16 من افراد الطواقم الطبية، وجرح 22 آخرين وبينت الاحصائية ان العدوان ادى الى تدمير 50 في المائة من شبكات المياه في قطاع غزة، و55 في المائة من شبكات الكهرباء، مشيرة الى ان 3900 منشأة صناعية توقفت عن العمل، وفقد اكثر من 40 الف شخص وظائفهم في القطاع الزراعي، و90 الف شخص لوظائفهم في قطاعات مختلفة، ما رفع نسبة الفقر في قطاع غزة الى 79 في المائة ... هل هذه هي مقومات الانتصار ؟؟
ساتحدث عن ظروف ما قبل غزة ثم سأربطها ببعضها لتشكل لنا المؤامرة ، تعتبر حماس و حزب الله مركز قوة ايران و تهديدها لاسرائيل في الشرق الاوسط ، و من المعروف ان ايران تمرر دعمها لحماس و حزب الله عن طريق سوريا التي يقيم فيها خالد مشعل و محمد نزال و كثير من قيادات حماس ، قبل احداث غزة بفترة وجيزة كان هناك حديث عن اتفاقية سورية اسرائيلية في تركيا و من البنود المفصلية في الاتفاقية ان تقطع سوريا علاقتها بأيران ، حرب غزة اعلنت من سوريا عندما خرج خالد مشعل و رفع الغطاء عن حركة حماس و بما ان الانقلاب سمح لحماس بحكم غزة فخالد مشعل رفع الغطاء عن كل غزة بعد ان كانت هدنة قائمة ، قبل اعلان حرب غزة بايام قليلة خالد مشعل زار طهران و التقى بالرئيس الايراني احمدي نجاد ، ايران كانت تخوض حرب اعلامية مع امريكا و اسرائيل و دعت امريكا بالشيطان الاعظم ، اسرائيل لوحت في تلك الفترة بضرب المفاعلات النووية الايرانية و ضرب ايران و هذه الاحداث موثقة صحافياً .... الان لنربط الاحداث و دع عقلك يحدد مدى منطقيتها .
اسرائيل لم تستطع القيام بتحرك ضد ايران لوجود تهديد يحيط بها في الشرق الاوسط و انا لا اتكلم عن حماس بل حزب الله ، و اسرائيل على علم ان التنظيمات الاسلامية تتلقى امداداتها من ايران عن طريق سوريا و هذا ما دفعها الى السعي لاتفاقية مع سوريا لقطع الامدادات عن هذه التنظيمات و كان الوسيط تركيا ، شعرت ايران بامكانية افلات الشرق الاوسط من ايديها بفعل الاتفاقية السورية الاسرائيلية حيث ان الاتفاقية تنص على قطع العلاقات مع ايران مقابل الجولان ، استدعي خالد مشعل لطهران و التقى بالرئيس الايراني الذي اعطى الامر باطلاق حرب غزة .. سيلوح الى عقلك سؤال مهم .. لماذا ؟ ، كيف يمكن لسوريا ان توقع اتفاقية مع اسرائيل في حين ان الاخيرة ترتكب مجازر في حق الشعب الفلسطيني ، فبذلك الغيت الاتفاقية و لم تخسر ايران الشرق الاوسط و كبش الفداء كان ... غزة !!!