إحراق رفات رودلف هيس بعدما تحوّل قبره الى مزار
اضطرت السلطات في بلدة المانية صغيرة لإخراج رفات رودلف هيس، نائب هتلر، وإحراقها وإزالة قبره لأن النازيين الجدد الذين يعتبرونه “شهيدًا” حولوه الى مزار خاصة في أغسطس/ اب من كل عام لإحياء ذكرى مماته.
أزالت السلطات الألمانية رفات رودلف هيس نائب أدولف هتلر وأحرقتها وشتّتت رمادها وأزالت القبر نفسه في بلدة فونسيدل البافارية الصغيرة بعدما حوله النازيون الجدد الى مزار.
ونقلت الصحف البريطانية عن كارل فيلي بيك، عمدة البلدة، إن إدارة المقبرة أزالت قبره أيضا وإن رماد رفاته بعثر على مياه بحيرة امتنع عن تسميتها «حتى لا تتحول هي أيضا الى مزار».
وكان قبر هيس يختلف عن بقية رموز النازية في أن له شاهدا يحمل اسمه. والواقع أن جثث معظم النازيين الذين أعدموا بعد محاكمات نورمبرغ أحرقت وبُعثر رمادها. على أن هيس دفن بعد انتحاره في أغسطس / اب 1987 في هذه البلدة بناء على وصيته المكتوبة. فحوّل النازيون الجدد، الذين يصفونه بـ«الشهيد»، قبره الى مزار.
ويقول بيك إن نحو 6 آلاف إلى 7 آلاف منهم يأتون الى البلدة من مختلف البقاع لإحياء ذكرى مماته. ويضيف هذا الرجل، وهو عضو في حزب «الاتحاد الاجتماعي المسيحي» الحاكم في بفاريا: «بعد انتخابي عمدة للبلدة في 2002 قدت تحالفا من رجال الدين والأحزاب السياسية ونقابات العمال وهيئات أخرى لمقاومة هؤلاء النازيين واستصدرنا أمرا قضائيا بمنعهم من زيارة القبر في اغسطس من كل سنة. لكنهم ظلوا يفعلون ذلك تحت جنح الظلام ويضعون أكاليل الزهور عليه. ولذا استأذنا الكنيسة وأقارب هيس نفسه لإحراق رفاته وإزالة القبر نفسه».
ويذكر أن هيس ولد في الاسكندرية، مصر، في 1894 لأب ألماني متعهد توريد. وكان في شبابه الباكر طيارا في سلاح الجو الألماني وقاتل بهذه الصفة في في الحرب العالمية الأولى. وفي 1920 انخرط في صفوف «الحزب الاجتماعي الوطني» وصار لاحقا أقرب المقربين لأدولف هتلر الذي كان يملي عليه كتابه «كفاحي» عندما كان الاثنان سجينين.